Click
Click
Click
Click

السبت، 3 نوفمبر 2007

الطابق السابع


قسم شئون الموظفين لو سمحت؟ قالها عادل لموظفة الاستقبال و التي لم ترفع رأسها عن الشاشة التي تنظر اليها..الطابق الرابع المصعد من هذا الاتجاه، عند المصعد سأله رجل الامن عن تصريحه، قبل ان يدعه يركب المصعد. نظر عادل الي لوحة المفاتيح بحثا عن الرقم أربعه..ضغط على الزر ، و قرأ ما كتب الي جانب زر الطابق السابع" المكتب التنفيذي"..الطابق السابع ..استغرب عادل كيف انه لم يلاحظ ان المبنى بهذا الارتفاع؟...لم يكن هناك أيضا ازرارا لطابق خامس او سادس


هذا محمد عبدالله مدير القسم ..قالها منسق شئون الموظفين وهو يعّرف الاثنين بينما التقت يديهما في مصافحة..أكمل منسق شئون الموظفين قائلا : عادل منقول الي قسمك من الفرع الرئيسي في أبوظبي


جلس عادل في مكتبه، و جلس يرتب القرطاسيه التى استلمها من الشئون الاداريه..وقع هنا لو سمحت..اوقع على ماذا؟ قالها للمراسل الذي دخل مكتبه و كان ممسكا بورقة في يده .لا أدري ياسيدي هذا اجراء اداري من المكتب التنفيذي، أخذ عادل الورقه و بدأ يقرأ ..كانت تعهدات بالالتزام بالدوام و الحضور و عدم الغياب و اللبس اللائق في المكتب و اقرار بالموافقة على خصم الراتب عند عدم الالتزام بهذه الشروط .اسمع قال عادل : أنا لن اوقع على هذا..انا لست موظفا جديدا ، لقد عملت في هذه المؤسسه منذ ستة سنوات لم ارى خلالها شيئا كهذا..نعم سيدي، قالها للمراسل: ولكن هذا من المكتب التنفيذي..ماذا أقول لهم؟..لا تقل شيئا، قال عادل وأخذ قلما ودون رفضه للتوقيع على الورقه و أعادها للمراسل


اليوم التالي و بعد ان اوقف سيارته في الموقف رقم تسعه المخصص له..اخذ شنطته التي كانت على المقعد الخلفي..ثم نظر الى المبنى من بعد ، و صار يعد الطوابق، واحد اثنان ثلاثه اربعه..اربعه فقط..أين الطابق السابع؟..وبينما هو كذلك سمع من خلفه من يقول: صباح الخير استاذ عادل؟ نظر فرأي منسق شئون الموظفين ..مشيا معا و هما يتحدثان الي ان بلغا المصعد، سأل عادل: ماهذا المكتب التنفيذي؟ واشار بأصبعه الي اللافته الصغيره بجانب زر الطابق السابع: لم يكن لدينا ادارة كهذه في المكتب الرئيسي ؟ ماذا يفعلون هناك؟ اجاب منسق شئون الموظفين قائلا: اعتقد انهم اداره رقابيه تراقب مايحدث في الفرع ..اجابه عادل تعتقد..انت لا تعرف؟ و قبل ان يكمل سؤاله ، فتح باب المصعد وصاح صوت المرأة المسجّل : الطابق الثاني.. فخرج عادل متوجها الي مكتبه؟


تفاجأ بأن درج مكتبه وضع مقابل النافذه عكس الباب ..فذهب الي مكتب محمد عبدالله مدير القسم، من غيّر ترتيب مكتبي بدون ان يسألنى؟ قال مدير القسم: صباح الخير اولا يا سيد عادل..صباح الخير..سيد محمد انا لا احب ان اعمل و ظهرى الي باب المكتب..عادل ، لقد مر مدير المكتب التنفيذي هنا في الصباح الباكر و هو الذي اعطى تعليماته للفراشين بأعادة ترتيب مكتبك..قال عادل : انا لا يهمنى من هو مدير المكتب التنفيذي سأرجع درج المكتب الي ماهو عليه..حاول محمد عبدالله ان يثنيه عن قراره و لكن مع اصرار عادل طلب منه ان يوقع ورقة يقول فيها انه يريد مكتبه هكذا و يخلى مدير القسم من المسؤليه..فوقعها عادل بغضب


اليوم الثالث عادل يوقف سيارته في الموقف رقم رقم تسعه و يتوقف مرة اخرى ناظرا الى المبنى اين يقع الطابق السابع..قالها متسائلا..ثم دخل الي المصعد ..نظر الي زر الطابق السابع..و تمالكه الفضول..فضغط على زر الطابق السابع..استخدام محضور..صاح صوت المرأة المسجّل من السماعه الصغيره في المصعد



الساعه الثالثه عادل يصنع لنفسه قهوه في قاعة الكانتين الصغير..هل انت جديد هنا؟ نظر عادل الي الشخص الذي يوجه له الحديث و الذي مد يده مصافحا: أنا احمد، قسم السجلات و الارشيف..اهلا انا عادل في القسم الهندسي تفضل، جلسا الي طاولة بلاستيكيه بيضاء يتحدثان عن الشركة..فسأل عادل الزميل الجديد عن المكتب التنفيذي. قال أحمد: المكتب التنفيذي هم الذين يصدرون السياسات الرقابيه و يراقبون سلوك الموظفين..وغمز مشيرا بطرف بعينيه الي جهة اليمين، نظر عادل الي حيث اشار، كانت هناك كاميرا تلفزيونيه صغيره، و لكن..قال عادل : اين يقع الطابق السابع، انا عددت اربع طوابق من الخارج..قام احمد قائلا: لا ياسيدي الطابق السابع موجود بالتأكيد..و اسمح لي .. يجب ان أعود الي مكتبي الان..اراك لاحقا..الي اللقاء


أخذ الفضول من عادل كل مأخذ، كيف له ان يعرف من هؤلاء في المكتب التنفيذي و ماذا يفعلون في الطابق السابع ؟ أخبره احدهم ان منسق شئون الموظفين هو الوحيد الذي لديه تصريح للذهاب للطابق السابع، فعقد العزم ان ينتهز اول فرصة للحديث معه

بقي عادل منتظرا في الموقف رقم تسعه حتى لاحت سيارة منسق شئون الموظفين، اخذ شنطته، و انتظره و هو يوقف سيارته. المنسق كان رجلا قصير القامة مكتنزا و كان دائم الابتسام..صباح الخير استاذ عادل، كيف حالك اليوم؟ بادره المنسق قائلا :لاتحكم على الامور من ظواهرها ياعادل..قال المنسق بعد ان قال له عادل انه لايستطيع ان يرى الطابق السابع من الخارج، عادل يستوقف المنسق في ساحة المبنى الخارجيه حيث توجد نافورة صغيره و يقول له: انظر واحد اثنان ثلاثه اربعه..هل ترى طوابق اكثر؟ اخذه المنسق من يديه و تابعا المسير الي داخل اللوبي و هو يحدثه : عزيزي عادل لا تبدو الامور كما تراها بعينك..هناك اشياء لانعتمد على القوى الحسيه، فقد يكون من صمم هذا المبنى من الذكاء بحيث صمم طوابقا داخل طوابق، انا اؤكد لك ان المكتب التنفيذي موجود في الطابق السابع، انا اذهب الي هناك عندما يستدعوني، داخل المصعد تتعلق عينا عادل مرة اخرى بزر الطابق السابع و المربع الصغير الذي كتب عليه " المكتب التنفيذي" هل تستطيع ان تأخذني الي هناك اريد ان اراه؟ يهز المنسق رأسه، ويقول: عزيزي عادل لا تعذب نفسك بهذا الفضول ثق فيما اقول الطابق السابع موجود و لكنه مقتصر على الاشخاص المصرح لهم..لا استطيع مخالفة الاجرءات..لم يكن هذا الا ليؤجج فضول عادل: أنا مهندس كذلك، اريد ان ارى كيف قاموا بأخفاء الطابق السابع او كيف..يفتح باب المصعد و يصيح صوت المرأة المسجّل معلنا: الطابق الثاني ، اراك فيما بعد عادل الي اللقاء قالها المنسق.. بينما كان باب المصعد يغلق ببطء

لا تحكم على الأمور من ظواهرها..لم تبّرد هذه الجملة فضول عادل بل زادته تصميما ليعرف ماذا يدور في الطابق السابع..و لكنه اضطر الي تخفيف اسئلته بعد ان لاحظ ان الموظفين صاروا يتضايقون من اسئلته المستمره ..عن الطابق السابع..و ان لم تكن اجاباتهم تشفى فضوله

ينظر عادل الي إشعار الراتب في سلة الوارد على مكتبه و يفتحها، راتبه لم يشتمل على علاوة الانتقال و التى اصدرت له عندما وافق على المجيء و العمل في فرع العين..ربما نسوها سهوا، يذهب الي المصعد ويضغط زر الطابق الرابع الي قسم تنسيق شئون الموظفين.. يطرق الباب ، لم يكن المنسق على مكتبه، كان يسمع صوته في الخارج..خرج يبحث عنه، رآه يتحدث مع احد الموظفين في الاداره، ابتسم المنسق حين شاهده و قال معتذرا: لحظه واحده استاذ عادل ، انتظرني ارجوك في المكتب... سأكون معك بعد دقائق

جلس عادل على كرسي مقابل مكتب المنسق و بيده الاشعار..رفع رأسه وفجأة! رأى تصريح دخول المبنى الخاص ، و الذي يعلقه جميع الموظفون في رقبتهم عادة، الخاص بالمنسق..موضوع على طاولة المكتب! اجتاحت عادل نزعة فضولية ملتهبه لم يعهدها من قبل، هذه فرصتك ياعادل ان ترى المكتب التنفيذي، قال لنفسه..بّدل التصريحين ، و ضع تصريح دخولك على الطاوله و كأنك تلخبطت بينهم..خلع تصريحه من فوق رقبته..ولكنه بقي مترددا..هل ما افعله قانوني؟ و لكن هذه فرصة لن تتكرر..لا..لا اعدل عن هذا الامر ياعادل لن يفيدك بشيء ربما تتعرض للمسآله بسبب ذلك، ولكن..سمع صوت المنسق يقترب من غرفة مكتبه، و بدون شعور استبدل عادل التصريحين
لم يكن عادل يسمع كلمة مما يقول المنسق بينما كان يشرح له اجرء المطالبه بالعلاوه ثم أعطاه استمارة ليعبئها..سأحضرها لاحقا قال عادل..وقام واقفا، قال المنسق لاداعي ياعادل بأمكانك ان تفعل ذلك الان لو احببت ... اجاب عادل و دقات قلبه تتسارع: لدي عمل عاجل، و لكنني سأعود، سأعود في اخر اليوم..شكرا ، شكرا جزيلا

يسير عادل متوترا و دقات قلبه تتصاعد ، ماذا لو رآني احدهم في المكتب التنفيذي ، سأقول دخلت بالخطأ .. نعم انا موظف جديد ، لا اعرف المكان جيدا ، اخذت بالخطأ تصريح المنسق..نعم بالخطأ اخذته.. كنت في مكتبه و اخذته بالخطأ، ودخلت الي المكتب التنفيذي بالخطأ ايضا

يدخل عادل المصعد، ينظر الي زر الطابق السابع، قلبه يدق بقوه..ان لم افعل هذا اليوم فلن يحدث ابدا و سأظل اتعذب، يدخل بطاقة المنسق في الفتحه الصغيره بجانب الزر و يضغط عليه..صوت المرأه المسجّل يقول : تم قبول الدخول

يصعد المصعد ببطء..تمر الدقائق و الثواني ...انه مرتبك كاللص الذي يسرق شيئا ويحس بالوقت يمر ببطء..ببطء شديد

الوقت يمر فعلا..ولم يصل المصعد بعد..مازال المصعد يصعد الي اعلى، عادل يحس بحركته.. و عينيه معلقتان بصورة السهم الألكتروني الذي يشير الي اعلى ايضا، نظر الي ساعته..مرت ربع ساعه تقريبا...نصف ساعه، ساعة كامله..متى يصل هذا المصعد الى الطابق السابع؟... تسأل عادل


بدأ الخوف يتملك عادل..لقد مضى عليه الان اربع ساعات في هذا المصعد اللعين. جّرب ان يضغط على كل الازرار بدون جدوى، المصعد مستمر بالصعود بلا نهايه، حاول ان يضغط على زر الطواريء ..و لكنه سمع صوت المرأة المسجّل: استخدام محضور...بدأ عادل يشعر بالتعب و الخوف..سبع ساعات حتى الان، لابد ان الدوام قد انتهى وذهب الجميع الي بيوتهم..بدأ يشعر بالجوع ..المصعد مستمر و السهم الالكتروني مازال... يشير الي اعلى

جلس عادل على ارضية المصعد بعد ان اعياه الوقوف و القلق..و غلبه النعاس فنام، ربما يصحى من هذا الكابوس، ولكن حركة المصعد..ما زالت مستمره..في تصاعد


الطابق السابع..الطابق السابع..رجاء اسحب البطاقه..أوقظه صوت المرأة المسجّل و هو يعيد ..الطابق السابع ..رجاء اسحب البطاقه..صحى عادل من سباته و نظر الي ساعته..ياألهي..لقد امضى اربعة و عشرين ساعة داخل المصعد! قام واقفا و سحب بطاقة التصريح من الفتحه..وفتح باب المصعد.... ببطء


كان أمامه.. ظلام دامس..قال لنفسه ، لقد غادر الجميع مكاتبهم بالتأكيد سأجد مفاتيح الضوء لأرى اين انا..و وضع رجله خارجا، وبعد خطوتين سقط منكفأ على وجهه..ماهذا رمال..اخذ ينفض الرمال عن وجهه و عن حذائه الذي امتلأ بالرمال..بدأت عيناه تتعودان على الظلمه..انه في ارض الرمال..هناك رمال في كل مكان.. انه يرى بيتا قريبا.. فسار اليه حثيثا..ثم اصطدم بجسم كبير..صار الجسم يتحرك.. و صدر عنه صوت مخيف..ياألهي هل هذا وحش من الوحوش الضاريه؟ ..صرخ عادل مرتعبا..ولكن احس بالراحة عندما سمع صوتا ينادى به: أيها الغريب من انت؟


لم يكن الجسم الذي اصطدم به عادل ووقع عليه غير ناقة مربوطه اطلقت صيحتها خوفا هي الاخرى..نظر الي صاحب البيت، الذي لم يكن بيته اكثر من مظله..ابتسم له الرجل قائلا : من الغريب؟ انا عادل..هل انت من رجال الامن هنا؟...ضحك الرجل وقال : لا افقه قولك يابنى..انا حجير بن الاخمص راعى هذه الابل ، وتلك امامك مضارب بنى غطفان..قال عادل مرتبكا : ..المدينه اين المدينه؟ الرجل: مدينة النبى صلعم ..انها جنوبك يافتى..يثرب عنك مسير نصف يوم ..و لكن حذار يابنى ان كنت مسلما فتجنب بنى غطفان فأنهم مستنفرون..فرسول الله قد أغار على احلافهم من بنى النضير

عادل يعود جريا الي حيث ترك المصعد يبحث عنه يسقط في الرمال و يقوم..لايستطيع ان يجده..يتعثر فيسقط على الرمال مرة اخرى ، في رمال الصحراء كل شيء يتشابه... دوّت صيحات عادل الضائع بين الكثبان..أيها المصعد اللعين ..أين انت؟... انقذوووني


بن كريشان

5 التعليقات:

غير معرف يقول...

هذه أحلى قصصك بلا منازع

غير معرف يقول...

اسلوب رائع يا بن
كالعادة
أخوك مشتوك

silhouette يقول...

بن
هذه ثاني مرة اقرا هذه القصة وابدي اعجابي باسلوبك في توصيل الرسالة التي تريد

اتجاه مكتب عادل هو اتجاه القبلة اجبره على الاتجاه اليها ليس لسبب الا ان المدير عاوز كدة,, والسماء السابعة هي وهم اوهمه صلعم للمسلمين

راااااائع

غير معرف يقول...

ماذا عساي ان اقول ؟ انك حقا كاتب بارع، عندما قرأت :".أيها المصعد اللعين ..أين انت؟... انقذوووني" لم اتمالك نفسي من الضحك ا لمبرح ، هل هناك ضحك مبرح ؟
روعة على روعة يا بن كريشان

ROAD RUNNER يقول...

......لا زلنا مدفونين في رمال مضارب بني غطفان ونحن في الالفيه الثالثه ..وكلما حاولنا الخروج ازددنا غرقا

statsheet counter

website counter

الفكر الإلحادي

الإلحاد

الملحدون العرب

الملاحده

العلمانيه

الحريه

الليبراليه

اللادينيه

الخلافه الإسلاميه

اللجنه الدائمه للإفتاء

الأسلام

مواقع إسلاميه

إلحاديه

الأسلام اليوم

مفكرة الإسلام

عمرو خالد

الأعجاز العلمي

الملحدين

السنه النبويه