حياتي السلفيه

(۱)

في هذه اللحظة، وأنا أكتب لكم أصبحت لحيتي تغطي عنقي تماما ونصف صدري. لحيتي هذه إستغرقت سنة كاملة لتصل الى هذا الحجم المهول، ولأنني لا أشذبها حسب سنة السلف فقد أصبحت مثل نبات الرمرام الصحراوي الذي لاشكل له..وبما إنني كذلك أخفف أو أحلق شنباتي حسب السنه السلفيه، فقد صار بعض الأصدقاء ينادونني بإبراهام لينكولن وبعضهم الأخر يقول بإنني أصرت أشبه أحد شخصيات فيلم كوكب القرده.

ولكن ليس جميع الناس لديهم هذا التصور السلبي فإنني عندما ألاقي ملتحيا أخر حسب أصول السنه السلفيه، فينظر احدنا الى الأخر نظرات الرضى حتى لو لم نكن نعرف بعضنا..ونتبادل إبتسامة خفيفة على ما أنعمه الله علينا من غزارة شعر الوجه. أن أقرب تشبيه لهذه الحالة هو إننا مثل النساء الحوامل اللاتي يبتسمن لبعضهن البعض ويسألن عن مدة حمل كل منهن و ماقالته الدكتوره لهن..نحن نتبادل كذلك معلومات عن المسجد الذي نصلي فيه، وإن كنا الواحد منا قد أستمع الى أخر شريط سلفي أنتج في الرياض أو القصيم للشيخ سفر الحوالي أو صالح الفوزان أو عبدالعزيز آل الشيخ..ونتبادل أخبار أخر مستجدات الإفتاء بما يتعلق بأمور الإشراك بالله وما تم تحريمه مؤخرا ..من عادات الناس الغير سلفيه.

لم يكن الأمر سهلا عندما بدأت في تربية لحيتي العظيمة هذه، بل لقد عانيت الأمرين. فكم من مرة علقت لحيتي في جرار الجاكيت وتشربكت شعراتها فيه وأضطررت" أستغفر الله العظيم" الى قص أجزاء منها لتحريرها..الإسبوع الماضي فقط شئت أن أبوس زوجتي على خدها فتشربكت لحيتي هذه المره في حَلق إذنها ، وكانت مأساة إستغرقت أربعون دقيقه ولم يخلصنا من ذلك إلا طلب مساعدة إبنتنا فرح ، والتي قامت بفك الإرتباط بنتف شعيرات من لحيتي. لقد اصبحت دائما شديد الحذر من أن تعلق لحيتي العظيمه بباب مصعد أو بسلم متحرك في بناية أو مركز تسوق أو أن تصبح عشا لبيوض أحد الحشرات.

(۲)

تربية اللحية السلفيه هو أمر لايستهان به ويتطلب مجهودا كبيرا وقدرا عظيما من الحنكة والتدبير. فكم من حادثة حصلت عندما غاصت أطرافها في رغوة كوب قهوة الكوبيتشينو..وكم مرة انغمست في شوربة العدس التي احبها أمام تقزز أفراد عائلتي. ..هذه ليست كل المتاعب فبالأضافة الى كل ذلك، فأنني أقضى ساعات طويله في التفتيش في المطار والأجابة على أسئلة رجال أمن كلما كنت مسافرا. كما لاحظت أن الطفلات الصغيرات ينفجرن بالبكاء رعبا عندما يرينني ومؤخرا حتى سمير ذو السنوات الست، وهو إبن أحد أصدقائي وكان يعرفني قبل أن أربي لحيتي السلفيه ،هرب من أمامي وأختبأ تحت السرير..أنا لا ألوم الأطفال فكثير من البالغين كذلك يتجنبونني عند مشاهدتي بالأبتعاد والعبور الى جهة الشارع المقابله.

وكم عانيت في الصيف من بثور الحرارة والحكاك وأنفقت مبالغ من المال في الصيدليات بحثا عن كريمات وبودرات وشامبوهات تساعدني على تحمل عناءها.

رغم كل ذلك العناء ، فقد تحملت من أجل إختبار لذة الإيمان بالعيش حياة سلفية طاهره من كل شرك. لقد بدأت حياتي السلفيه منذ سنة تقريبا وهدفي هو أن أستكشفها وأعيشها بالضبط كما عاشها الأولون من أسلافنا في القرن الأول الهجري أي السابع ميلادي..وهم من يسميهم السلفيون مثلي أهل الأثر..أي هم قدماء مثل أثار الجيزه، نستدل منها على أعمالهم.. فنقلدها ونقلدهم.

(٣)

لقد بدأ إهتمامي بالحياة سلفيا ملتزما عندما أرسل لي أبن عمي صهيب، وهو الرجل الوحيد في عائلتنا المتدين، في الواقع أنه أكثر من مجرد متدين! إنه سوبر متدين..أنه سلفي..هذه العبارات الجميله جاءت في رسالة نصيه أرسلها لي بعد صلاة الجمعه..وكما هو دأبه، فهو يرسل رسائل نصيه لنصف سكان المدينه ، بعد صلاة الجمعه من كل إسبوع:

أحبابي ما أجمل حياة السلف الصالح

ما أحسن استعدادهم للقاء ربهم

ما أقوى علاقتهم بربهم

ألا تجدون ذلك في قصصهم؟

ترى كيف نعيد حياة السلف إلى حياة الخلف
فيصبح هذا العصر كعصر الصحابة
هلموا أحبائي نعود للخلف
هلمو أحبابي نتبع أهل السنة والجماعه

صهيب أبن خالتي كان صائعا في حياته قبل أن يهديه الله ويصبح سلفي فقد كان يسمع الموسيقى والأغاني ويشاهد التلفزيون ويذهب لحفلات الفالنتين ثم أبتلاه الله فتزوج إمرأة غير محجبه ، فلم يتوفق وطلقها ثم تاب وأصبح سلفيا سعيدا..فمن الله عليه بالزواج بدلا عنها بزوجتين منقبتين.

أما أنا فلم أكن متدينا من قبل، كنت أصلي أحيانا وأصوم رمضان دائما ولكني لم أكن ملتزما..كان الشك يساورني أحيانا فأقول " أستغفر الله العظيم" لو كان هناك رب فلماذا يخلق الشر ولماذا يميت الناس الذين يعبدونه..لو كان الله موجودا فلماذا يسمح لخالتي صالحه " أم صهيب" أن تخبز كعكا يابسا وتحضره لنا كل أسبوع..وتضطر أمي الى أجبارنا على أكله صغارا مجاملة لها..كان صهيب يعاني الأمرين في طفولته ، فقد كانت خالتي صالحه طباخة فاشله..مما حدا صهيب في النهاية الى أن يلجأ لله ويتمسك بحاذفير القرءان والسنه..وهو منذ أصبح سلفيا تاب عليه الله ورزقه عن صبره بزوجتين تتنافسان في الطبخ..فصار لايأكل في بيت والدته أبدا.

بعد حديث طويل مع صهيب قررت أن أقوم بتجربة الحياة السلفيه..أن أعيش سلفيا لمدة سنه، وأجبر نفسي عليها لأتعودها فأعرف ماهي اللذه التي يحصل عليها الأنسان عندما يتأسلف..وهذا ماحدث.

شريفه زوجتي لم يعجبها الأمر في البدايه وأصرت أن أحلق لحيتي أتفقت معها على أن تتحملني ..إلا أنها في النهايه غادرت الى بيت أبيها بحجة أن رائحة فمي تغيرت بعد حياتي السلفيه بسبب المسواك الذي يقطر من لعاب فمي على جيبي العلوي.

(٤)

الحياة السلفيه لاتتطلب مني فقط أن أعيش كما عاش الأسلاف في القرن السابع..بل يجب أن أبدو مثلهم..لذا غيرت أيضا من ثيابي. تخلصت من بنطلوناتي وإستبدلها بسراويل باكستانيه..ووضعت على رأسي غترة نجديه..فكما يقول أبن عمي صهيب هكذا كان لباس الأسلاف الحقيقي..رغم أنه ليس لدينا صور أو رسوم إلا أنه يعرف كيف يجب أن نعيش الحياة السلفيه أفضل مني. في بعض الاحيان أستبدل السروال الباكستاني بثوب سعودي قصير من النايلون المصنوع في الصين والذي دلني على مكان بيعه أحد الأخوه البنغاليين الذين يصلون معي في المسجد..قمرالدين داود كان هو أيضا سلفيا بنغاليا هوايته تتبع الجنازات للصلاة على الموتي بغية أكتساب الأجر.

(۵)

الحياة السلفيه تعتمد على بعض الأساسيات ومنها العلم النافع و هو يدور في ثلاث مجالات خطيره مهمه وهي الشرك، والذنوب وعلامات الساعه.

أصعب ما في علوم الحياة السلفيه هو معرفة الأمور الشركيه من غير الشركيه، مما حدى بي أن أبدأ بتدوين قائمة سميتها مايجوز ومالايجوز..في الحقيقه توقفت عن الكتابه بعد وصلت القائمه الى ثلاثمائة وسبعون صفحه...لم أستطع الأستمرار.

أما مجال الذنوب فينقسم الى جزئين، الكبائر و الصغائر وهذا المجال الذي يحتل ثاني أكبر مرتبة بعد أمور الشرك..وهو أن تنسق الأمور فتعرف ماتعتبره الحياة السلفيه كبائر ذنوب و ما تعتبره صغائر ذنوب..طبعا لا يعني ذلك ان السلفي الذي يعيش في الحياة السلفيه بأمكانه أن يمارس الذنوب الصغيره..لا فكل الذنوب لديها قائمة تقابلها من العقوبات المرعبه يوم القيامه..وبعض عقوبات الصغائر ، أقسى وأشد من الكبائر..المهم فقط ان تحفظها و ترددها

وقد لاتكفي سنة ولا أثنين لحصر هذا التصنيف ، فبعد قراءة كل المنشورات السلفيه الصادره عن دار الأفتاء السلفي وبعد ضياع وقت كبير في قراءة بن تيميه والألباني وغيرهما إستنتجت بأن الكبائر والصغائر لا تعد لاتحصى ، مثل كلمات ربي فهي بالألاف أو بالمليارات.

ألا أن أهم الكبائر بلا منازع وأهمها هو أن لاتمس ثيابك السلفيه نجاسة من البول وخاصة المرتد منه والذي ينطش عليك..لذا فيتخذ السلفي كل الحيطة والحذر..و حسب الطريقه السلفيه العلميه في التبول وكما اشار علينا كبار علماء السلفيه وخبرائهم، يجب على الرجل السلفي الجلوس أثناء هذه العمليه والحرص والأنتباه حتى لايمس سرواله الباكستاني أو ثوبه النجدي المصنوع في الصين ، قطرة مرتدة من البول فلاتقبل من بعدها له صلاة ولا يغفر له ذنب، فتضيع حياته السلفيه هباء منثورا..ويعيش معذبا مثل العلمانيين والملحدين في عسير..أو حسب المسمى السلفي سعير.

من أهم تعليمات السلفيه أن نميط الأذي من الطريق، ولكن عمّال النظافه في البلديه لم يتركوا سلفيا يتمتع بهذا الأجر..فهم يميطون الأذى قبلنا ولايتركون لنا شيئا نميطه أنهم بالتأكيد سلفيون حاسدون يؤثرون الخيرلأنفسهم..قبل شهرين نجوت بالكاد من صدمة سياره لأنني وجدت فرصة لاتعوض حين أردت أن أميط بعض الزجاج المتكسر في منتصف الطريق السريع..وكان سواق السيارات يصيحون بي..ياخبل يا معتوه ستقتل نفسك.

آيات إقتراب الساعه، هو المجال الثالث المهم و الذي يجب ان يشغل بالك أثناء حياتك السلفيه..يجب ان تصبح لديك القدره لتمييز كل أيه أو كل علامه يرسلها لك الله لتعرف إن كان يوم القيامه قد أقترب ام لا..عموما يجب أن لايقلقك ذلك الأمر كثيرا وخاصة أنك سلفي تقلد الأسلاف، ولكنها سنة سلفيه أن تزعج الناس وتذكرهم وتنبههم بأن هذه أيضا هي أحد العلامات لعلهم يتقون ويخافون فيصبحون سلفيين ..كذلك أنتبه الى إسم الجلالة عندما يظهر في الصخور و في البطاطس..وعلى الأسماك و يرسمه رب الجلاله على فراء النعاج والأغنام..إنتبه الى حدوث الأعاصير في الكاريبي فكلها من علامات إقتراب الساعه.

رغم إلمامي بهذه المعارف الثلاث : تجنب الشركيات، تمييز الكبائر عن الصغائر و إكتشاف علامات إقتراب يوم القيامه ، فمع هذا كنت أجد صعوبة في إقناع الناس..مرة قلت لصديقي عبدالله ألاتحب ان تكون سلفيا مثلي؟ كل ماعليك هو أن تربي لحية مثل هذه ، وتلبس ثيابا باكستانيه او نجديه..وتعيش حياة السلفيه..فلم يكلمني بعدها.

(٦)

الأمر بالمعـروف والنهي عن المنكر، هو أهم مباديء الحياة السلفيه فتلك هي مانسميها نحن السلفيون بالفريضة الغائبة وهي العمل الصالح الذي يغفل عنه كل المصلين والعابدين، فلايكفي لتكون سلفيا أن تؤدي الفرائض الخمس وتتبعد عن الشرور وتعمل العمل الصالح وتحسن الى الجار..لا لا هذا هذا لايكفي لصلاح الدنيا والدين، فيجب عليك في الحياة السلفيه أن تأمر بالمعروف وتنهى عنه فتجاهله والتقصير فيه هو الهلاك المبين، والتواطؤ على تركه نذير شؤم على العالمين؛ و ينتج عنه العذاب المهين، وحجب دعاء الداعين، وهلاك الصالحين والطالحين، بقول رسول رب العالمين:
والذي نفسي بيده لتأمرُنَّ بالمعروف، ولتنهوُنَّ عن المنكر، أو ليوشكن الله أن يبعث عليكم عقاباً منه، ثم تدعونه فلا يستجاب لكم .

يقول الرسول السلفي الكريم من رأى منكم منكراً فليغيره بيده، فإن لم يستطع فبلسانه، فإن لم يستطع فبقلبه؛ وذلك أضعف الإيمان

الشهر الماضي قررت ان أضيف معنى عميقا لحيتي السلفيه..فأنا كسلفي لابد ان أعمل بالحديث النبوي حتى تكتمل حياتي السلفيه. والحديث يطالب الذي يريد أن يعيش الحياة السلفيه أن يبدأ بيده أولا وليس لسانه..الذي هو أضعف الأيمان. ولكن بلادنا ليس بها قانون حسبه وليست بها هيئة النهي عن المنكر فلا استطيع ان أنضم للشرطه الدينيه ..أنهم حتى لايسمحون لأحد بممارستها كهوايه....فكيف أقيم هذا المبدأ السلفي العظيم فأحصل على الأجر..بدون تعريض نفسي لمشاكل؟

فخطرت لي فكرة بأن أقيم الحدود على بعض العصاة فأساعدهم لمحو ذنوبهم..وبهذا أفيد وأستفيد ، فجمعت بعض الحصى ووضعته في كيس علقته بحبل على كتفي ثم ذهبت ابحث عن بعض الزناة لأرجمهم.

أين أجد الزناة ياترى؟ و إن كان هذا شيئا صعبا ولكن ربما أستطيع أن أقنع أحدا و بسماحة ولطف السلفيه ..بأن يقبل أن يدعني أرجمه.

دخلت الى لوبي مدخل أحد الشركات القريبة من بيتي حيث كانت هناك أمرأة غير محجبه تشتغل في الأستقبال، فأنتظرت حتى ذهب الناس وصارت لوحدها..فذهبت إليها وسألتها:

- هل لي ان اساعدك ليغفرالله لك ذنوبك؟
- مالذي تريده؟ أجابتني موظفة الأستقبال..وهي تهز رأسها
- أريدك فقط أن تعترفي لي بشيء صغير قلت لها..شيء صغير جدا.
- أعترف بماذا؟ قالت المرأه
- بأنك زانيه..ف
- صاحت بي : ماذا تقول أيها المجنون..سأنادي على رجال الأمن أن لم تخرج حالا
- لحظه ياسيدتي ..لاتفهميني غلط..أنت سافرة و تضعين عطرا أليس كذلك؟ أنني اشمه، فأنت في حكم الزانيه و حتى لا تصيبك عقوبة الله فأنا سأرجمك بهذه..أنظري
وأخرجت لها الحصى الصغيره من الكيس لأريها...أنظري قلت: أنها صغيرة لاتؤلم أبدا وستمحو ذنوب الزنى عنك و..
سيكيوريتي ..صاحت المرأه بصوت أصطمت معه طبلة أذني..ولم أدر ألا وأثنان من رجال الأمن كل يمسك بذراع من ناحيته فسحباني خارج المبنى والقياني أرضا في الشارع .

أنسكب الحصى من الكيس وتناثر..فجاء رجل من المارة لنجدتي..وهو يساعدني على النهوض..وصار يجمع الحصى معي ويضعها في الكيس نظرت إليه ..ثم سألته :
هل الأخ زاني؟
نظر الى وقد رفع حاجبيه إستغرابا..ماذا تقول؟
قلت: أريد أن أسألك إن كنت زانيا فأستطيع أن أجد حلا لذنوبك؟ ألا تريد أن يغفر الله لك؟

قال الرجل: لابد انك مجنون..أأنت عاقل يارجل؟

أجبته: طبعا عاقل، ولكن أظن أنك زاني..أليس كذلك؟ أرجوك قل لي فقط إنك زاني هذا كل ما أريده

قال الرجل وهو يجاملني..حسنا ..حسنا..أنا زاني..الى اللقاء.

أنتظر يا أخي لحظه ناديته..وما أن توقف الرجل حتى أخرجت حصوة ورميتها عليه وقلت واحد..ثم ثانية وقلت أثنين.. ثم تبعت ذلك قائلا: أرأيت يارجل ان الرجم لايؤلم ...أنه سنة سلفيه لطيفه

فسحب الرجل الكيس من يدي قبل ان أرجمه بالحصاة الثالثه وأدخل يده به وأخرج قبضة من الحصى فرماها بوجهي..وهو يصيح : وهذه لاتؤلم..أليس كذلك؟..أيها المجنون ..كيف تركك أهلك تخرج من البيت على هذه الحال .

وتركني ومشى بعيدا..فلحقته ووجهي يوجعني من ضرب الحصى وغباره الذي دخل بعيني، وركضت خلفه ألهث، وأنا أرجمه واقول: ..أرجوك تعال، توقف أنها لاتؤلم ..هذه مجرد حصى صغيره..سيغفر لك الله الأن وستشكرني.. فذهب الى رجل شرطة كان بناصية الشارع وشكاني إليه فألقى القبض عليّ.

(٧)

أتصلت بزوجتي التي جاءت الى مركز الشرطه مع نسيبي وكفلوني متعهدين للضابط بأنهم لن يسمحوا لي بالخروج من البيت والتعدي على الناس مرة أخرى، وإلا فسيتم إرسالي الى مستشفي المجانين..وهذا كان أخر عهدي بالسلفيه..فسأحلق لحيتي العظيمه وسأتبرع بثيابي السلفيه للفقراء ..وسأعود الى الزمن المعاصر.

بن كريشان