Click
Click
Click
Click

الأربعاء، 15 أبريل 2009

الفرقد بن النعمان.. والشعب قصير النظر

قصة قصيره


(١)

منذ الاف السنين وفي أقصى شرق جزيرة الرمال كانت هناك مملكة من العرب القصيري النظر، حبتهم ألهتهم بملك له بُعد نظر. ولأن الملك الفرقد بن النعمان كان رجلاً حكيما ذو بُعد في النظر، فقد قرر أن يؤسس حكمه على المشورة مع شعبه.

وكان شعبه يعبد الشمس ويُسميها اللات، ويصلى لها خمس مرات باليوم، عند شروقها وعند إنتصاف نهارها ، وعند زوالها عن كبد السماء، وعند غروبها وبعد العشاء لتعود إليهم من جديد. ونزولاً عند رغبة شعبه قصير النظر ، قرر الملك الفرقد بن النعمان ان يصنع لهم ناقوساً عظيماً يدق فيذكرهم بصلاتهم فلا يفوتهم وقتها.

فجمع من الصناع والبنائين أساتذتهم و أفضلهم فباشروا بصنع الناقوس فعملوا بكد وجد لسنتين حتى صنعوا الناقوس، فوضعوه بساحة البلد وكان حقاً عظيماً بضخامته وبنوا له قاعدة تحمله عاليا ليصل صوته كل أرجاء المملكه فيسمعه جميع الشعب. ولكن مشكلة حصلت، فشل الناقوس في ان يدق.

(٢)

وحسب سياسة الملك الفرقد بن النعمان الحكيمه قرر ان يجمع شعبه قصير النظر ليتشاور معهم في حل لمشكلة الناقوس الذي لم يدق.

" ياشعبي العظيم" صاح الملك وهو يخاطب الناس الذين تجمعوا وقبل ان يكمل جملته صاح الشعب: يحيا الملك..يعيش الملك. فقال الملك: يارعيتي الطيبه وأنا ايضاً أحييكم و.. ولم يتركوه يكمل جملته فصاحوا مرة أخرى :يعيش الملك العظيم، يعيش الملك الحكيم..وظلوا يرددون ذلك لساعات حتى فقد الملك الفرقد بن النعمان صبره فرفع يده راجياً منهم التوقف عن الهتاف، فسكتوا.

لقد أكتمل بحمد اللات بناء الناقوس العظيم ..ولم يكد ينه جملته تلك حتى صاحت الجماهير: هيييييه يحيا الملك يعيش الملك..كلنا نحبك كلنا نبغيك. فرفع يده مرة اخرى ليلتزموا الهدوء وتابع: ولكنه لم يعمل..الناقوس لم يدق! تلفتت الجماهير تنظر الى بعضها البعض، وسادت فترة من الصمت..تعالت بعدها صياحتهم مرة أخرى: يسقط الخونه ..يسقط اعداء اللات ..الموت للخونه..وتعالت صيحاتهم لساعات.

(٣)

اشار الملك الفرقد بن النعمان الى الشعب قصير النظر ان يهدأ..ثم قال: ياشعبي العزيز الطيب ليس هناك خونه، لقد عجز صناعنا وبناؤونا عن حل المشكله فجئت أشاوركم ، فمالعمل ياشعبي الطيب وبماذا تشورون على مليككم؟

الموت لصناعينا الخونه..يسقط البناؤون الخونه، نريد الناقوس أن يدق ..نريد الناقوس ان يدق ..وتعالت صيحات الجماهير مُطالبة بقطع أعناق الصنعه والبنائين. فقاطعهم الملك قائلا: لا ياشعبي العزيز لقد عمل هؤلاء بجد وكد لسنتين في بناء الناقوس العظيم وهو جهد كبير يُشكرون عليه ولكنهم لا يعرفون مالذي يفعلوه الأن لجعل الناقوس يدق ، فجئت اشاوركم في الأمر. فصاحت الجماهير: نريد فتوى الكهنه..نريد فتوى الكهنه، يعيش الكهنة العظام..يسقط الصناعون.. الموت للخونه.

(٤)

وجه الملك البعيد النظر الفرقد بن النعمان خطابه لشعبه قائلاً: ايها الشعب الكريم إننا نكن الإحترام والتقدير للكهنة وفتاويهم ولكن..الفتوى لن تفيد في جعل الناقوس يدق فهذه المشكله لا يحلها إلا من يتخصص بالبناء والصنع. فالنستمع لشيخ الصناع والبنائين يشرح لنا الأمر.

فخرج شيخ الصناع والبنائين وقال: أن المشكلة في المطرقه، فهي لاتدق على الناقوس. فصاح به نفر من الناس: أصنع مطرقة اخرى ألا تعرف أن تصنع مطرقة اخرى؟ أنت لست بصانع إذاً إن كنت لاتعرف كيف؟ ليس الأمر كذلك قال شيخ الصناع وتابع: فلو صنعنا مطرقة أخرى فيجب أن نغير الرفاص وإذا غيرنا الرفاص، فلن يستطيع تحمل وزن المطرقه الجديده فلن يدق كذلك. فصاح به احد الناس: انت صانع فاشل..الموت للصانع الفاشل الموت للخونه .. فصاح الناس من وراءه : الموت للخونه..الموت للصناع الخونه أقطعوا رأس شيخ الصناع...أنفوه في الأرض.

"ياشعبي العزيز " قال الملك الفرقد بن النعمان: أرجوكم الهدوء مالذي نجنيه بقتل شيخ الصناع أو نفيه من المملكه؟ فمن اين نأتي بمن يصنع لنا بعد ذلك؟ فالأمة بلا صُناعها تصبح ضعيفة فقيره. فالنطلب من الصناع ان يعيدوا حساباتهم وقد ينجح الأمر..ثم التفت الى شيخ الصناع وسأله مالسبب في رأيه ان الناقوس لايدق؟

(٥)

قال شيخ الصناع أن السبب هو وجود نبع ماء تحت بناء الناقوس وعندما يرتفع منسوب الماء يعطل ميكانيكا الناقوس فتثقل المطرقه فلا تدق.

قال الملك الفرقد بن النعمان موجها كلامه لشعبه قصير النظر: ياشعبي العزيز لقد فكرت ملياً بالأمر ورأيت أن بلادنا كبلاد العرب الأخرى صحراء قفر ورمال، وهي بحاجة للماء أكثر من الناقوس العظيم، فماذا لو كلفنا شيخ الصناع وبنائيه المهره أن يغيروا في الناقوس فيقلبوه ، فيتدفق النبع فيه ونستعمله لتخزين المياه؟

فصاحت الجماهير: نستفي الكهنه..نستفتي الكهنه، عاش الكهنة العظام..يحيا الكهنة الكرام.
فصار لهم ما أرادوا ..وافتى لهم الكهنة بجواز تحويل الناقوس الى مخزن للمياه.

فعمل الصناع والبناؤون لسنتين أخرتان فقلبوا الناقوس وأعادوا تركيبه فوق النبع.

(٦)

في يوم جليل جمع الملك الفرقد بن النعمان شعبه قصير النظر لإفتتاح خزان الماء الجديد، وبعد خطاب طويل أثنى فيه الملك على الصناع المهره وعلى صبر الشعب الكريم..طلب منه شيخ الصناع التقدم لجر الرافعه التي ستفتح تدفق الماء الى الخزان الجديد فسار الملك تتبعه الحاشية من وزراءه ثم إرتقى سُلماً الى القاعدة العاليه، وسحب الرافعه وفجأة: دون...دووون...دون، دون.

صار الناقوس يدق على غير المتوقع.

فصاحت الجماهير قصيرة النظر: لا..لايمكن .. يسقط الخونه..الموت للصناعين..الموت للملك..نحن نريد الماء..نحن نريد خزان الماء لانريد الناقوس.

ومنذ ذلك الحين وملوكهم لاتشاورهم أبداً.

بن كريشان

5 التعليقات:

سمير ابو دولاب يقول...

رائع رائع رائع رائع
واكثر من مليار رائع

شكرا ايضا للسوسنة

Pure يقول...

قصة حلوة

ربما طريقة المشاورة لم تناسب الفئة قصيرة النظر

مع قصار النظر يجب اتباع أسلوب يناسبهم .. وهنا تظهر حكمة الملك

sawsanah يقول...

الغالي بن

منذ زمن النعمان بن الفرقد وإلى الآن والشعب لم يتغير,, قصر النظر عاهة مستديمة وكانت اللات في عون الحكام وخصوصاً طويلي وثاقبي النظر,, وكذب من قال: كيفما تكونوا يولّ عليكم


تحياتي وحبي

وشكراً على القصة الرائعة

sawsanah يقول...

آسفة

عكست إسم ولد النعمان



ههههههه

غير معرف يقول...

هل المقصود الشعوب العربيه وتعاملها مع الديموقراطيه أو أنها لاتستحقها

statsheet counter

website counter

الفكر الإلحادي

الإلحاد

الملحدون العرب

الملاحده

العلمانيه

الحريه

الليبراليه

اللادينيه

الخلافه الإسلاميه

اللجنه الدائمه للإفتاء

الأسلام

مواقع إسلاميه

إلحاديه

الأسلام اليوم

مفكرة الإسلام

عمرو خالد

الأعجاز العلمي

الملحدين

السنه النبويه