قصة الحمار العنيد والغلام الشهيد

دعوني ايها الأصدقاء احكى لكم قصة نستخلص منها العظة والعبره. كان ياما كان في قديم الزمان وفي سالف العصر و الأوان، وفي غابة بعيده ، تحيط بها من كل صوب الانهار و الوديان. غابة جميله ذات اشجار عظيمه و أزهار بديعة تعج بحيوانات مختلفة كثيرة و طيور مغرده.

وذات مرة هطل مطر قوي لثلاثة ايام دوّت انحاء الغابة لصوت رعوده. أخاف المطر حيوانات الغابة كثيراً فقررت أن تعقد إجتماعاً لتعرف غلطة من هذه كانت ؟ و من كان المُتسبب بهذا المطر؟ فنادى الثعلب على حيوانات الغابه لتتجمع في حلقة دائريه.

قام الثعلب المكار و كعادته في القصص السابقه لهذه القصه كما تعرفون، و بإتفاق مُسبق بينه و بين الذئب و الأسد ، بترشيح الاسد امام حيوانات الغابه ليترأس الأجتماع بصفته ملك الغاب، فثنىّ الذئب على التوصيه ، و وافقت بقية الحيوانات.

قام الأسد بإستدعاء الثعلب المكار اولاً ليعترف بذنبه فقال الثعلب : مولاي الملك انه من الحصافة و الاحترام انت تبدأ انت لأنك سيد هذا الاجتماع. فتنحنح الاسد و قال: إنني على يقين بانني لم أقترف ذنباً كبيراً يستحق سقوط المطر المخيف لثلاثة ايام، صحيح إنني إفترست بعض الارانب و بعض الحيوانات هنا و هناك و لكن هذا كل شيء. و قد اكلت بعض البشر و لكن هذا شيء طبيعي فهم كما تعرفون قد خُلقوا لنأكلهم.

وهنا صفق الحضور بحماسة لخطاب الاسد وارتضوا دفاعه و قبلوا به.

خرج الثعلب و اجاب على الأتهامات التي و جهتها الأوزه له واحداً واحدا، وبرر بأنه لو لم يأكل صغارها فكانوا سيموتون على اية حال من شدة البرد ، و انه قد فعل ذلك رافة بهم.

وهنا صفق الحضور بحماسة لخطاب الثعلب وارتضوا دفاعه و قبلوه.

ثم جاء دور الذئب، فتوسط الحلقة وقال: لقد افترست بعض الخراف و الأغنام، وفي احيان قليله كنت أقتل الراعي، ولكن كما تعلمون فأن هناك عداءً تاريخياً بين عائلتي و رعاة الغنم لأنهم استوطنوا اراضينا و حولوها الى مراعي لهم و لأغنامهم. وسيقف التاريخ في صفي إن أنا قتلتهم.

وهنا صفق الحضور حماسة لخطاب الذئب و ارتضوا دفاعه وقبلوه.

وفي تلك اللحظة قام حمار بسيط تبدو عليه الملامح السلفيه من أخر الحلقة وقال: ربما كنت أنا السبب في هطول المطر المخيف، فأنا لم اكل لمدة ثلاثة ايام سوى ثلاثة من الاشواك. و في اليوم الرابع وجدت حزمة من البرسيم الأخضر كان قد وضعها أحدهم بقرب النهر، فتناولت منها قضمتان..ثم عدت و قضمت الثالثه. لقد عذبني ضميري و أدركت انها زلة و خطأ ماكان يجب ان افعله وإنني اريد كفارة لذنبي.

فشلت محاولات الحيوانات كلها للإقناع للحمار العنيد بأن يغيّر من رأيه، فقال الثعلب المكار: مولاي ، لقد اكل ثلاث شوكات في ثلاث ايام، ثم تبعها بثلاثة قضمات من البرسيم، فهطل المطر المخيف لثلاثة ايام..ثم صاح مُهللا: انه هو المُذنب.

قامت حيوانات الغابه بتعليق الحمار من حوافره على الشجرة ليُصبح جسده كفّارة يأكل منها الاسد و الذئب والثعلب المكار لثلاثة ايام ..حتى لايعود المطر المخيف الى الغابة مرة أخرى.

وهذه القصة يا إخوان ما هي إلا عظة و عبرة لكل غلام عربي منتحر شهيد .

بن كريشان