Click
Click
Click
Click

الجمعة، 25 ديسمبر 2009

جوهر الايمان


السنة الماضيه في مثل هذا الوقت، كنت منهمكاً على الحاسوب احاول ان أكتب كلمة إيمان وحين طبعت الحرف الف،لاحظت شيئاً غريباً على سبابة اليد اليمنى. كان تورماً صغيراُ وردي اللون. لم اعره اهتماماً في البدايه ولكن بعد شهر من ذلك بدأ يأخذ شكلاً مألوفاً..

بدأت بتمييز شكله فقد كان نوعاً ما يشبه الجحش الصغير. انه غير واضح تماماً ولكن بإمكانك ان ترى رأس الجحش وذيله وقوائمه، صحيح ان هذا الجحش الصغير كان مسجوناً لدى سبابتي ولكنه كان يتمتع بحرية الحركه فأحياناً اجعله ينظر لليمين واحيانا للشمال..احياناً استيقظ فأجده نائماً على ظهره واحياناً اخرى يحرك ذيله عندا يكون سعيداً.

لم يكن هذا يُزعجني ابداَ، ليس اكثر من حكة بسيطة بالجلد، ولكنها حكة مُمتعه تعودت عليها، الحقيقه إنني كنت احس بأن هذا الجحش الصغير تحت سيطرتي تماماً. عرضته على اصدقائي الذين اصابهم التقزز لرؤيته، وقالوا ان هذا ثآلول ويجب ان اذهب الى طبيب الجلد ليعالجني. بالطبع قلت لهم لا..فأنا لا أريده ان يقتل هذا الجحش الصغير البريء.

لم اعد اتحدث مع اصدقائي هؤلاء الذين يريدون مني أن اتخلص من هذا الجحش اللطيف، الاصدقاء الوحيدين الذين اكلمهم الان هم الذين لايقولون لي ذلك. لقد كرست نفسي الان لرعاية هذا الجحش ليكبر و ينمو على اصبعي.

بقدوم الصيف اصبح الجحش حماراً رمادياً واضح الملامح..صار حماراً وسيماً بطول إصبع السبابه ولكنه اثخن منه. كنت العب معه طوال اليوم وكان يسليني ويُغنيني عن كل الاصدقاء والاهل، لقد اصبح أعز شيء في حياتي.

كنت أدلعه، فأدغدغه..واجعله يقفز فوق اصابعي، دربته على المشي فوق لوحة مفاتيح الحاسوب، كيف يتخطى القلم وكيف يرفس الكتاب.

حاولت ان اطلق عليه اسماً يناسبه، جربت يعفور، وسنفور و سرور ولكن في النهايه لم اجد افضل من اسم حمار.

كنت اطعمه من فتات الخبز على الطاوله واحيانا اخذه الى الحديقه العامه ليرعى بعض العشب..احيانا اقد له قطعة حلوى. حمار كان لايستطيع الاكل بدوني،فيجب ان امد يدي ليتمكن هو من الوصول الى طعامه..بالطبع فهو جزء مني.

لم يستغرق الامر كثيراً ليكبر حمار ويصل الى حجم جرذ كبير، هنا اصبح من الصعب جداً السيطره عليه، كان اصبع سبابتي ضعيفاً مقارنة بقوة اندفاعه. كان الوقت الوحيد الذي يكون فيه هادئاً هو عندما اكون على الانترنيت، فقد لاحظت انه يحب ان يقرأ معي في المواقع الاسلاميه، لذا نقضي انا وحمار وقتاً ممتعاً دائماً نقرأ موقع طريق الاسلام، وغيره من المواقع الاخرى. كنت احس ان حمار كان يتعلم سريعاً عن دينه، وكان يجيب على اسئلتي بإيماء رأسه عندما اقوم باختباره.

في ذلك الوقت كنت اعتقد ان حمار سيتوقف عن النمو، ولكن لدهشتي فقد كبر و كبر حتى وصل الى حجم الكبش..لقد عانيت كثيراً في النوم في تلك الليالي حيث اضطر ان انام على بطني و أمد يدي خارج السرير لينام حمار على الارض.

هنا حدث تغير واضح في شخصية حمار فهو لايدعني افعل الاشياء المُحرمه فلا ادخل مواقع غير إسلاميه كما انه يضرب الارض بحوافره كل مره انظر الى إمرأة جميله او انسي احد فروضي الايمانيه.

حمار بلغ حجمه الكامل بعد سنه وصرت مضطراً ان امشي وراءه فهو لايسمع كلامي الان، لقد صار يقودني من مكان لأخر وصار الناس يلاحظون ذلك و يمنعون دخولنا الى الاماكن العامه والمحلات.

اصبحت حياتي لاتطاق فقد حُرمت من كل شيء بسبب حمار..إتصلت بمركز الشرطه ليساعدوني على الانفصال عن حمار..ولكن الشرطه لم يستطيعوا التفريق بيننا..فلم اكن الاحظ التغيير الذي طرأ علىّ اثناء ذلك..فاخذونا الى حديقة الحيوانات حيث نعيش الان معاً في قفص. في الحديقه يرمي لنا المتفرجون بعضاً من البسكويت..انهم على الاقل يعرفون إننا لسنا نفس الشخص فيرمون لنا بقطعتي بسكويت..واحدة لي والاخرى لحمار.

بن كريشان

5 التعليقات:

غير معرف يقول...

great bn i like it sop much

غير معرف يقول...

تحياتي بن

مدونات منارة في عالم مظلم

غير معرف يقول...

مبدع يا كريشان شكرا على هذي القصة اللي وعلى ما فهمت جسدت شخصية المطوع من بداية حياتة وكيف يعاني في حياتة -ولا يخاف في رب الرمل لومة لائم

Mostafa Ali يقول...

ممتاز عزيزى
قصة جميلة

18 year old car insurance يقول...

متميز دائما يا غالى

statsheet counter

website counter

الفكر الإلحادي

الإلحاد

الملحدون العرب

الملاحده

العلمانيه

الحريه

الليبراليه

اللادينيه

الخلافه الإسلاميه

اللجنه الدائمه للإفتاء

الأسلام

مواقع إسلاميه

إلحاديه

الأسلام اليوم

مفكرة الإسلام

عمرو خالد

الأعجاز العلمي

الملحدين

السنه النبويه